+++
لاعب كرة قدم مغربي، ولد في هولندا عام 1993، واختار اللعب لأسود الأطلس. مات والده في سن مبكرة وعانى في طفولته، قبل أن يجد طريقه إلى التألق بعد استماتة أمه ونصيحة ومساعدة أول مدرب له.
لعب حكيم زياش -الذي يلقب بـ"الساحر المغربي"- الكرة في الشوارع، واكتشف هناك موهبته مبكرا. ثم بدأ مسيرته الرياضية عام 2001 من خلال "نادي ريال درونتن" الهولندي. وتدرج في العديد من الفرق هناك، حتى انتقل إلى "أياكس أمستردام" عام 2016، ثم "تشلسي" الإنجليزي الذي يلعب في صفوفه منذ يوليو/تموز 2020.
عاش ابن 29 عاما طفولة قاسية بعد وفاة والده، واتجه في فترة المراهقة إلى إدمان المخدرات. ثم تجاوز أزمات عصيبة في حياته، وأصبح نجما، وواحدا من أحسن اللاعبين في مركزه في أوروبا.
لقب صاحب القدم اليسرى المميزة، بـ"الجوهرة المغربية"، وصنف أفضل صانع ألعاب عربي، لكنه قال "لست النجم الأكبر، أنا فقط أقوم بعملي داخل الملعب وأحاول القيام بالأفضل من أجل بلدي".
ليس لدى عاشق "السباكيتي" من طقوس قبل المباريات، فقط يرتدي سدادات الأذن لينعم بالهدوء. وعند عزف النشيد الوطني المغربي، "ينظر للأسفل، ويحاول أن يكون مركزا ويستشعر تلك الصرخات الآتية من الجمهور"، حسب ما جاء في أحد تصريحاته.
وبعد الأزمات التي عاشها، يعد مونديال قطر النافذة التي اقتحم بها "زياش" المشهد الكروي من جديد. وذلك بعد أن لفت الأنظار في "الدوحة" بلعبه القتالي، وبتمريراته المتقنة والحاسمة.
الولادة والنشأة لحكيم زياش
ولد حكيم زياش وسط عائلة فقيرة، في 19 مارس/آذار 1993 ببلدة "درونتن" في هولندا. وكان أصغر أشقائه التسعة من أبوين مغربيَّين، ينحدران من بلدة "تافوغالت" نواحي مدينة بركان شرق المغرب، وكانا قد هاجرا إلى هولندا عام 1967، بحثا عن ظروف عيش أفضل.
يحمل "زياش" الجنسية الهولندية والمغربية، كما يتحدث اللغة العربية والفرنسية والهولندية والإنجليزية. ويعرف بالقليل من الاهتمامات والهوايات إحداها لعب "البلياردو"، ومن المعروف عنه أنه يهرع إلى النوم كلما شعر بالحاجة إلى التخلص من التوتر.
كما يقدر كثيرا أن أخته هي أكبر مشجع له في عائلته، ويدين بالفضل لوالدته التي وقف حين فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الهولندي، وسط قاعة الحفل، وقال عنها "هذه أمي، هي البطل الحقيقي، ولست أنا.. هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذن حيوها أرجوكم لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم".
طفولة حكيم زياش القاسية والإدمان
في العاشرة من عمره تعرض حكيم زياش لأزمة نفسية، بعد وفاة والده محمد زياش بسبب مرض التصلب اللويحي في 23 ديسمبر/كانون الأول 2003. وحكى عن تلك اللحظة قائلا "كنت أرغب في البقاء معه ولم أذهب للفراش حتى منتصف الليل"، و"بعد ساعات قليلة استيقظت وسمعت عائلتي تبكي وذهبت إلى الطابق السفلي، حيث كان أبي ميتا".
كانت والدته تقاوم لإعالة الأسرة بالإعانات العائلية ومنحة البطالة. وتواصلت معاناتهم عندما سجن اثنان من أشقائه بتهمة السرقة والاعتداء. وبينما كان حكيم هو أمل العائلة، انعكس تأثره بالوفاة المبكرة لوالده على سلوكه سلبا، حيث تعثر في دراسته، وتوقف عن ممارسة رياضة كرة القدم في سن الـ12، كما أصبح عدوانيا ومدمنا على المخدرات والخمر بشكل كاد يدمر حياته، وينهي مسيرته الكروية مبكرا.
وكان النجم المغربي ومدربه السابق "عزيز دوفيكار"، هو من نجح في انتشاله من الإدمان، ويعتبره حكيم زياش مثل الأب البديل له، وأرجع لتلك المعاناة الفضل فيما وصل إليه الآن.
عشق زياش مبكر لكرة القدم
في الخامسة من عمره، ظهرت موهبة زياش الكروية، عندما كان يشارك إخوته اللعب في الشوارع. وكانت ساحة "كرافي" (Cruyff Court) شاهدة على المباريات بين أبناء الحي.
وقال عن تلك الفترة "كنت ألعب الكرة ضد من هم أكبر مني، وهؤلاء لا يقبلون الخسارة، بل يستمرون في ركلك، تلك الأمور تجعلك أكثر صلابة وتمنحك عقلية تساعدك على مواجهة الصعاب في المستقبل".
وحكى في حوارات صحفية، أنه استخدم قدمه اليسرى لأول مرة في ركل أصدقاء كانوا يتعاركون مع شقيقه الأكبر، ويدعى "فوزي"، في إطار المزاح، وتدخل هو معتقدا أن بينهم مشكلة، فذهب باتجاههم وضربهم لحماية أخيه.
اكتشف شقيقه أن مستقبله في كرة القدم، فقام بإحضار كرة وقال له "خذها واجعلها صديقتك". وفي السابعة من عمره، بدأت المسيرة الكروية لـ"زياش"، حين انضم عام 2001 إلى أحد الأندية الصغيرة (نادي "هيرنفين") في مدينة (ريال درونتن)، وهو ما ساعده على تنمية مهاراته. وكان شقيقاه الأكبر منه سنا يحرصان على الاعتناء به.
كان حكيم زياش في طفولته مغرما باللاعب الفرنسي زين الدين زيدان واللاعب البرازيلي "رونالدينيو". وكان يشاهد باستمرار فيديوهات لعبهما في اليوتيوب.
مسيرة حكيم زياش الكروية الصعبة
بعد خروج الشقيق الأكبر لحكيم من السجن، تولى دور الأب له وشجعه بالعودة إلى لعب الكرة. وكان الأمر قد استغرق كما حكى، حديثا مطولا بينهما لبضع ساعات. وقال له شقيقه "اسمع، يا صديقي، لقد عملنا على هذا لمدة 8 سنوات حتى الآن، ولن تتوقف".
وكان قد مر في البداية بوقت عصيب في "نادي هيرنفين"، تحت إشراف المدرب آنذاك "ماركو فان باستن". وكان شقيقه قد وضعه في تلك الفترة، تحت رعاية عائلة أرمينية، لكن علاقته بها كانت متوترة، ما جعله كثير السهر، وجنح إلى الخمر والمخدرات. وكان غير منتظم في التدريب، وفي وقت ما، كان لا يحترم زملاءه في الفريق ولا المدربين.
لكن حكيم زياش وجد الرعايةَ من المدرب عزيز دوفيكار، الذي كان يصحبه إلى إحدى قاعات كرة القدم المصغرة. ونجح في إعادته لنادي "هيرنفين" عام 2007، فبدأ في التغلب على صدمته تدريجيا. وبفضل التدريب، كان "زياش" البالغ 14 عاما آنذاك، قادرا على تقديم القليل من المساعدة المالية لعائلته.
وأثناء إقامته في معسكر الأكاديمية، عاد "زياش" لتعاطي المخدرات وإثارة المشاكل. وكان ذلك قد أثر على أدائه، وقلص حظوظه في توقيع عقد احترافي، وهو ما أخر التحاقه بالفريق الأول. ففي سنة 2010، بلغت قضاياه أمام المحكمة 6 متابعات.
وتدخل مرة أخرى عزيز دوفيكار بالنصح والتوجيه، وحصل "زياش" على فرصة أخرى مع نادي "هيرنفين". واضطر لترك المدرسة نهائيا وعمره 16 عاما، حيث كافح من أجل احتراف كرة القدم، ليساعد أمه في إعالة عائلته.
تدرج حكيم زياش في الفئات العمرية، إلى أن التحق بالفريق الأول لـ"هيرنفين" عام 2012، بمساعدة عزيز دوفيكار. وتزامن ذلك مع مغادرته لمنزل العائلة الراعية، وعاش مع وكيل أعماله "مصطفى نخيل" بمدينة أمستردام.
فكانت أولى خطواته الاحترافية في الدوري الهولندي، إذ تمكن من تسجيل 13 هدفا وقدم 9 تمريرات حاسمة في 46 مباراة خلال موسمين مع النادي.
وامتدح زياش المدرب "ألفريد شرودر"، الذي أقنعه بالانضمام إلى نادي "تفينتي أنشخيدة"، الذي انتقل إليه في 18 أغسطس/آب 2014، وكانت تلك بداية تألقه الكبير، حيث سجل 34 هدفا في 76 مباراة.
حكيم زياش ساحر أمستردام
في 18 من عمره، تعاقد مع "أياكس أمستردام" عملاق البطولة الهولندية، لمدة 4.5 مواسم بقيمة مالية وصلت إلى 11 مليون يورو. وبدأت الفترة الأنجح في مسيرته الكروية، وأنقذ حينها عائلته من الفقر، وصار أحد نجوم الفريق.
وكان النجم المغربي، الذي لقبه الهولنديون بـ"ساحر أمستردام"، بسبب مهارته العالية وأدائه المتميز، قد لعب 165 مباراة في مختلف المسابقات، تمكن خلالها من تسجيل 48 هدفا، وصنع 82 أخرى. وتوج مع الفريق بثنائية الدوري والكأس، ثم الصعود لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وسجل 24 هدفا في جميع المسابقات.
ثم ودّع النادي نجمه المغربي بعد أن تأكدت نهاية الموسم الكروي الهولندي، بسبب تفشي وباء كورونا (كوفيد-19) بجائزة أفضل لاعب، والتي كان حصل عليها للمرة الثالثة، وانتقل بعدها إلى نادي تشلسي الإنجليزي في يوليو/تموز 2020، بعد أن وقع عقدا لمدة 5 سنوات مقابل 40 مليون يورو.
شارك زياش -البالغ من العمر 29 عاما- مع "البلوز" في 83 مباراة، سجل خلالها 14 هدفا وصنع 10، وكان قد عانى من قلة دقائق المشاركة في صفوفه، بقيادة مدربيه السابق الألماني "توماس توخيل" والحالي "غراهام بوتر"، إذ لم يخض سوى 5 مباريات بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، من بينها مباراة واحدة فقط لاعبا أساسيا.
ووجد حكيم زياش في الفترة الأخيرة، اهتماما من نادي "إنتر ميلان" الإيطالي، للتوقيع معه في سوق الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني المقبل.
اختيار حكيم زياش منتخب المغرب
كان زياش قد لعب في منتخب هولندا تحت 19 عاما، وتحت 20 عاما، وتحت 21 عاما. كما شارك مع المنتخب الهولندي الأول في مايو/أيار 2015 في مباريات ودية ضد الولايات المتحدة الأميركية ولاتفيا.
وفي سبتمبر/أيلول 2015، أكد اختيار تمثيل المغرب دوليا، وقبل ذلك، كان المدرب الهولندي "غيس هيدينك" في اتصال دائم معه، كما كان بادو الزاكي، المدرب المغربي آنذاك، في تواصل ولقاءات مكثفة معه. وفي النهاية قال "أريد المغرب". وكان أشهر تصريح لتبرير اختياره عندما قال "دمي ليس برتقاليا كي ألعب لهولندا، دمي أحمر مثل علم المغرب".
وتسبب له هذا الاختيار في استهدافه بعبارات عنصرية ورشقه في الملاعب. ووصف "ماركو فان باستن" مهاجم هولندا السابق اختياره بأنه "ساذج"، كما وصفه المدرب الهولندي حينها بـ"الغبي" لاختياره المغرب على حساب هولندا.
وتعرض لضغوط كبيرة من قبل الصحافة والمسؤولين الهولنديين. وكان رده "لا يوجد شيء يجعلني أغير رأيي باللعب للمنتخب المغربي، لن أغير المغرب بهولندا.. لم أختر المنتخب المغربي لتأخر هولندا في استدعائي، بل اخترته لأن قلبي أملى عليّ ذلك".
وأضاف "هناك دفن والدي وهناك تعيش أسرتي، حيث أحس أنني داخل بيتي والدم يسري في عروقي بألوان الوطن". وهكذا شارك زياش في أول مباراة دولية مع المنتخب المغربي في 9 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، وفي 27 مايو/أيار 2016، سجل أول هدفين له مع المغرب، ضمن مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017، وقاده إلى مونديال روسيا 2018، بينما غابت هولندا عن البطولة.
فترة الاستبعاد
مر حكيم زياش بفترات عصيبة مع منتخب المغرب، حيث أبعد من قائمة المنتخب في نهائيات كأس أفريقيا 2017 في الغابون، بسبب خلافات مع مدرب أسود الأطلس السابق الفرنسي هيرفي رونار.
وقال زياش بعد ذلك في تصريح لقناة نادي فريقه "أياكس أمستردام" إنه شعر بحزن كبير في الأيام الأولى من صدور قرار استبعاده. وأضاف "كنت أريد أن أدافع عن ألوان بلدي، ولكن، للأسف، لم تتح لي الفرصة لذلك، صحيح أني حزنت في الأيام الأولى، لكني استطعت التغلب على الأمر، والآن لدي حماس كبير من أجل العمل للمستقبل".
وقاد زياش أسود الأطلس إلى مونديال روسيا 2018، حيث سجل هدفين من أصل 11 هدفا في التصفيات، وبعدها أبعد من تشكيلة المنتخب في نهائيات كأس أفريقيا 2021 في الكاميرون، بعد خلافات مع المدرب السابق البوسني "وحيد حليلوزيتش"، والذي كان يقارن نفسه بالجبل الذي لا ينهار في تصريحاته، وأكد غير ما مرة أنه لن يضم "زياش" لمنتخب المغرب ولو على رقبته.
وفي فبراير/شباط 2022، أعلن الدولي المغربي اعتزاله اللعب مع المنتخب الوطني.
وأوضح أن "الأمور باتت محسومة بالنسبة لي، أحترم قرار المدرب بإبعادي لكن في
نهاية المطاف لن أعود للمنتخب.. أتفهم الغضب الذي سيشعر به المغاربة تجاه هذا
القرار وأنا متأسف عن ذلك، لكن الوضعية ستكون هكذا حاليا".
وكان بقاء "حليلوزيتش" مدربا للأسود، يعني انتهاء فرصة "زياش" في المشاركة
بمونديال قطر.
زياش العائد
ظل "زياش" بعيدا عن تمثيل المغرب لمدة عام ونصف العام تقريبا، منذ مشاركته في مباراة المغرب ضد أفريقيا الوسطى في تصفيات أمم أفريقيا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، والتي سجل خلالها هدفا وصنع آخر، وأعلن أنه لن يلعب مجددا مع المنتخب المغربي.
ورحل "حليلوزيتش" بقرار من اتحاد الكرة المغربي، مع تزايد الغضب على اختياراته الفنية في نهائيات كأس أفريقيا بالكاميرون، وذلك قبل أقل من 3 أشهر على انطلاق مونديال قطر. وبعدما استلم المدرب الوطني "وليد الركراكي"، قيادة المنتخب المغربي في 31 أغسطس/آب الماضي. تراجع صانع ألعاب "تشلسي" عن اعتزاله، وعاد لتشكيلة "أسود الأطلس".
وكان قد عبّر عن سعادته بالعودة للمنتخب معلنا عن جاهزيته. قائلا "نحن الآن نخوض تجربة مختلفة في وجود جهاز فني جديد يحمل أفكارا جديدة أيضا".
وهتفت الجماهير المغربية باسم "زياش"، خلال مواجهة الأسود ومنتخب تشيلي الودية، على ملعب "كورنيلا ديل ألبرات" بمدينة برشلونة. في إطار تحضيرات الأسود لنهائيات كأس العالم 2022.
وفي ودية المغرب الثانية أمام جورجيا، سجل زياش هدفا عالميا بقذفة من على بُعد 66 مترا استقرت مباشرة في المرمى. ونجح في معادلة رقم اللاعب المغربي السابق "مروان الشماخ" كخامس هدافي المغرب عبر التاريخ برصيد 18 هدفا.
ويعد حكيم زياش واحدا من 9 لاعبين بالمنتخب، انضموا لقائمة مونديال 2022، وكانوا في النسخة الماضية بروسيا 2018، رفقة المدرب "هيرفي رونار". وخاض 44 مباراة دولية مع منتخب بلاده منذ 2015 حتى الآن.
لاعب آخر
فتح مدرب الأسود وليد الركراكي صفحة جديدة مع زياش، وتم إدماجه مجددا في التشكيلة التي رحل بها إلى الدوحة للمشاركة في منافسات نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وبعد الأداء الجيد والتعادل الثمين للأسود أمام كرواتيا، والانتصار التاريخي ضد بلجيكا. أبان أداء الدولي المغربي عن صواب مطالب الجماهير التي كانت تنادي بعودته لتعزيز صفوف المنتخب المغربي خلال مرحلة "حليلوزيتش".
وأشاد به الركراكي في المؤتمر الصحفي عقب الفوز على بلجيكا قائلا: "هذا اللاعب مذهل، بعودته عادت الروح إلى صفوف المنتخب، يقول الكثير من الناس عنه إنه شخص مجنون ولا يمكن إدارته وقيادته مع مجموعة ولا يمكنه مساعدة الفريق، لكن ما لاحظته شخصيا هو أنه عندما تمنحه الحب والثقة يمكنه أن يموت من أجلك".
وتابع "إنه لاعب كبير يلعب في صفوف فريق كبير في أوروبا وكما ترون فقد أصبح لاعبا آخر مع المنتخب المغربي، ما يحتاج إليه هو أن يمنحه المدربون الثقة على أساس أنه نجم، وهو نجم في صفوف المنتخب المغربي".
صانع ألعاب
يبلغ طول زياش حوالي 1.80 مترا، ويتراوح وزنه بين 65 و70 كيلوغراما، حيث يتمتع بقامة ووزن مثالي للعب كرة القدم، ويلعب تحديدا في مركزي الوسط والهجوم.
ويشتهر بقدمه اليسرى، التي ترسل تمريرات دقيقة، كما يعرف بقدرته التكتيكية وتميزه بالركلات الثابتة وقدراته على المناورة. وما يميزه كصانع ألعاب هو لمسته البسيطة، بجانب مهاراته المميزة والسرعة في الاختراق.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية صنفته في موسم 2018/2019، في المرتبة 29 على قائمتها لأفضل 100 لاعب كرة قدم في العالم.
وحصل "صاحب القميص 7" على جائزة رجل المباراة أمام المنتخب البلجيكي، التي احتضنها ملعب الثمامة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، في إطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة بنهائيات مونديال 2022.
وكان أكثر من كسب ثنائيات في المباراة (9)، وهو أكثر لاعب قام بمراوغات صحيحة (3). كما صنع فرصتين، تحقق من الثانية هدف المغرب الثاني الذي حمل توقيع زميله زكرياء أبو خلال.
لاعب كرة قدم مغربي، ولد في هولندا عام 1993، واختار اللعب لأسود الأطلس. مات والده في سن مبكرة وعانى في طفولته، قبل أن يجد طريقه إلى التألق بعد استماتة أمه ونصيحة ومساعدة أول مدرب له.
لعب حكيم زياش -الذي يلقب بـ"الساحر المغربي"- الكرة في الشوارع، واكتشف هناك موهبته مبكرا. ثم بدأ مسيرته الرياضية عام 2001 من خلال "نادي ريال درونتن" الهولندي. وتدرج في العديد من الفرق هناك، حتى انتقل إلى "أياكس أمستردام" عام 2016، ثم "تشلسي" الإنجليزي الذي يلعب في صفوفه منذ يوليو/تموز 2020.
عاش ابن 29 عاما طفولة قاسية بعد وفاة والده، واتجه في فترة المراهقة إلى إدمان المخدرات. ثم تجاوز أزمات عصيبة في حياته، وأصبح نجما، وواحدا من أحسن اللاعبين في مركزه في أوروبا.
لقب صاحب القدم اليسرى المميزة، بـ"الجوهرة المغربية"، وصنف أفضل صانع ألعاب عربي، لكنه قال "لست النجم الأكبر، أنا فقط أقوم بعملي داخل الملعب وأحاول القيام بالأفضل من أجل بلدي".
ليس لدى عاشق "السباكيتي" من طقوس قبل المباريات، فقط يرتدي سدادات الأذن لينعم بالهدوء. وعند عزف النشيد الوطني المغربي، "ينظر للأسفل، ويحاول أن يكون مركزا ويستشعر تلك الصرخات الآتية من الجمهور"، حسب ما جاء في أحد تصريحاته.
وبعد الأزمات التي عاشها، يعد مونديال قطر النافذة التي اقتحم بها "زياش" المشهد الكروي من جديد. وذلك بعد أن لفت الأنظار في "الدوحة" بلعبه القتالي، وبتمريراته المتقنة والحاسمة.
الولادة والنشأة لحكيم زياش
ولد حكيم زياش وسط عائلة فقيرة، في 19 مارس/آذار 1993 ببلدة "درونتن" في هولندا. وكان أصغر أشقائه التسعة من أبوين مغربيَّين، ينحدران من بلدة "تافوغالت" نواحي مدينة بركان شرق المغرب، وكانا قد هاجرا إلى هولندا عام 1967، بحثا عن ظروف عيش أفضل.
يحمل "زياش" الجنسية الهولندية والمغربية، كما يتحدث اللغة العربية والفرنسية والهولندية والإنجليزية. ويعرف بالقليل من الاهتمامات والهوايات إحداها لعب "البلياردو"، ومن المعروف عنه أنه يهرع إلى النوم كلما شعر بالحاجة إلى التخلص من التوتر.
كما يقدر كثيرا أن أخته هي أكبر مشجع له في عائلته، ويدين بالفضل لوالدته التي وقف حين فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الهولندي، وسط قاعة الحفل، وقال عنها "هذه أمي، هي البطل الحقيقي، ولست أنا.. هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذن حيوها أرجوكم لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم".
طفولة حكيم زياش القاسية والإدمان
في العاشرة من عمره تعرض حكيم زياش لأزمة نفسية، بعد وفاة والده محمد زياش بسبب مرض التصلب اللويحي في 23 ديسمبر/كانون الأول 2003. وحكى عن تلك اللحظة قائلا "كنت أرغب في البقاء معه ولم أذهب للفراش حتى منتصف الليل"، و"بعد ساعات قليلة استيقظت وسمعت عائلتي تبكي وذهبت إلى الطابق السفلي، حيث كان أبي ميتا".
كانت والدته تقاوم لإعالة الأسرة بالإعانات العائلية ومنحة البطالة. وتواصلت معاناتهم عندما سجن اثنان من أشقائه بتهمة السرقة والاعتداء. وبينما كان حكيم هو أمل العائلة، انعكس تأثره بالوفاة المبكرة لوالده على سلوكه سلبا، حيث تعثر في دراسته، وتوقف عن ممارسة رياضة كرة القدم في سن الـ12، كما أصبح عدوانيا ومدمنا على المخدرات والخمر بشكل كاد يدمر حياته، وينهي مسيرته الكروية مبكرا.
وكان النجم المغربي ومدربه السابق "عزيز دوفيكار"، هو من نجح في انتشاله من الإدمان، ويعتبره حكيم زياش مثل الأب البديل له، وأرجع لتلك المعاناة الفضل فيما وصل إليه الآن.
عشق زياش مبكر لكرة القدم
في الخامسة من عمره، ظهرت موهبة زياش الكروية، عندما كان يشارك إخوته اللعب في الشوارع. وكانت ساحة "كرافي" (Cruyff Court) شاهدة على المباريات بين أبناء الحي.
وقال عن تلك الفترة "كنت ألعب الكرة ضد من هم أكبر مني، وهؤلاء لا يقبلون الخسارة، بل يستمرون في ركلك، تلك الأمور تجعلك أكثر صلابة وتمنحك عقلية تساعدك على مواجهة الصعاب في المستقبل".
وحكى في حوارات صحفية، أنه استخدم قدمه اليسرى لأول مرة في ركل أصدقاء كانوا يتعاركون مع شقيقه الأكبر، ويدعى "فوزي"، في إطار المزاح، وتدخل هو معتقدا أن بينهم مشكلة، فذهب باتجاههم وضربهم لحماية أخيه.
اكتشف شقيقه أن مستقبله في كرة القدم، فقام بإحضار كرة وقال له "خذها واجعلها صديقتك". وفي السابعة من عمره، بدأت المسيرة الكروية لـ"زياش"، حين انضم عام 2001 إلى أحد الأندية الصغيرة (نادي "هيرنفين") في مدينة (ريال درونتن)، وهو ما ساعده على تنمية مهاراته. وكان شقيقاه الأكبر منه سنا يحرصان على الاعتناء به.
كان حكيم زياش في طفولته مغرما باللاعب الفرنسي زين الدين زيدان واللاعب البرازيلي "رونالدينيو". وكان يشاهد باستمرار فيديوهات لعبهما في اليوتيوب.
مسيرة حكيم زياش الكروية الصعبة
بعد خروج الشقيق الأكبر لحكيم من السجن، تولى دور الأب له وشجعه بالعودة إلى لعب الكرة. وكان الأمر قد استغرق كما حكى، حديثا مطولا بينهما لبضع ساعات. وقال له شقيقه "اسمع، يا صديقي، لقد عملنا على هذا لمدة 8 سنوات حتى الآن، ولن تتوقف".
وكان قد مر في البداية بوقت عصيب في "نادي هيرنفين"، تحت إشراف المدرب آنذاك "ماركو فان باستن". وكان شقيقه قد وضعه في تلك الفترة، تحت رعاية عائلة أرمينية، لكن علاقته بها كانت متوترة، ما جعله كثير السهر، وجنح إلى الخمر والمخدرات. وكان غير منتظم في التدريب، وفي وقت ما، كان لا يحترم زملاءه في الفريق ولا المدربين.
لكن حكيم زياش وجد الرعايةَ من المدرب عزيز دوفيكار، الذي كان يصحبه إلى إحدى قاعات كرة القدم المصغرة. ونجح في إعادته لنادي "هيرنفين" عام 2007، فبدأ في التغلب على صدمته تدريجيا. وبفضل التدريب، كان "زياش" البالغ 14 عاما آنذاك، قادرا على تقديم القليل من المساعدة المالية لعائلته.
وأثناء إقامته في معسكر الأكاديمية، عاد "زياش" لتعاطي المخدرات وإثارة المشاكل. وكان ذلك قد أثر على أدائه، وقلص حظوظه في توقيع عقد احترافي، وهو ما أخر التحاقه بالفريق الأول. ففي سنة 2010، بلغت قضاياه أمام المحكمة 6 متابعات.
وتدخل مرة أخرى عزيز دوفيكار بالنصح والتوجيه، وحصل "زياش" على فرصة أخرى مع نادي "هيرنفين". واضطر لترك المدرسة نهائيا وعمره 16 عاما، حيث كافح من أجل احتراف كرة القدم، ليساعد أمه في إعالة عائلته.
تدرج حكيم زياش في الفئات العمرية، إلى أن التحق بالفريق الأول لـ"هيرنفين" عام 2012، بمساعدة عزيز دوفيكار. وتزامن ذلك مع مغادرته لمنزل العائلة الراعية، وعاش مع وكيل أعماله "مصطفى نخيل" بمدينة أمستردام.
فكانت أولى خطواته الاحترافية في الدوري الهولندي، إذ تمكن من تسجيل 13 هدفا وقدم 9 تمريرات حاسمة في 46 مباراة خلال موسمين مع النادي.
وامتدح زياش المدرب "ألفريد شرودر"، الذي أقنعه بالانضمام إلى نادي "تفينتي أنشخيدة"، الذي انتقل إليه في 18 أغسطس/آب 2014، وكانت تلك بداية تألقه الكبير، حيث سجل 34 هدفا في 76 مباراة.
حكيم زياش ساحر أمستردام
في 18 من عمره، تعاقد مع "أياكس أمستردام" عملاق البطولة الهولندية، لمدة 4.5 مواسم بقيمة مالية وصلت إلى 11 مليون يورو. وبدأت الفترة الأنجح في مسيرته الكروية، وأنقذ حينها عائلته من الفقر، وصار أحد نجوم الفريق.
وكان النجم المغربي، الذي لقبه الهولنديون بـ"ساحر أمستردام"، بسبب مهارته العالية وأدائه المتميز، قد لعب 165 مباراة في مختلف المسابقات، تمكن خلالها من تسجيل 48 هدفا، وصنع 82 أخرى. وتوج مع الفريق بثنائية الدوري والكأس، ثم الصعود لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وسجل 24 هدفا في جميع المسابقات.
ثم ودّع النادي نجمه المغربي بعد أن تأكدت نهاية الموسم الكروي الهولندي، بسبب تفشي وباء كورونا (كوفيد-19) بجائزة أفضل لاعب، والتي كان حصل عليها للمرة الثالثة، وانتقل بعدها إلى نادي تشلسي الإنجليزي في يوليو/تموز 2020، بعد أن وقع عقدا لمدة 5 سنوات مقابل 40 مليون يورو.
شارك زياش -البالغ من العمر 29 عاما- مع "البلوز" في 83 مباراة، سجل خلالها 14 هدفا وصنع 10، وكان قد عانى من قلة دقائق المشاركة في صفوفه، بقيادة مدربيه السابق الألماني "توماس توخيل" والحالي "غراهام بوتر"، إذ لم يخض سوى 5 مباريات بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، من بينها مباراة واحدة فقط لاعبا أساسيا.
ووجد حكيم زياش في الفترة الأخيرة، اهتماما من نادي "إنتر ميلان" الإيطالي، للتوقيع معه في سوق الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني المقبل.
اختيار حكيم زياش منتخب المغرب
كان زياش قد لعب في منتخب هولندا تحت 19 عاما، وتحت 20 عاما، وتحت 21 عاما. كما شارك مع المنتخب الهولندي الأول في مايو/أيار 2015 في مباريات ودية ضد الولايات المتحدة الأميركية ولاتفيا.
وفي سبتمبر/أيلول 2015، أكد اختيار تمثيل المغرب دوليا، وقبل ذلك، كان المدرب الهولندي "غيس هيدينك" في اتصال دائم معه، كما كان بادو الزاكي، المدرب المغربي آنذاك، في تواصل ولقاءات مكثفة معه. وفي النهاية قال "أريد المغرب". وكان أشهر تصريح لتبرير اختياره عندما قال "دمي ليس برتقاليا كي ألعب لهولندا، دمي أحمر مثل علم المغرب".
وتسبب له هذا الاختيار في استهدافه بعبارات عنصرية ورشقه في الملاعب. ووصف "ماركو فان باستن" مهاجم هولندا السابق اختياره بأنه "ساذج"، كما وصفه المدرب الهولندي حينها بـ"الغبي" لاختياره المغرب على حساب هولندا.
وتعرض لضغوط كبيرة من قبل الصحافة والمسؤولين الهولنديين. وكان رده "لا يوجد شيء يجعلني أغير رأيي باللعب للمنتخب المغربي، لن أغير المغرب بهولندا.. لم أختر المنتخب المغربي لتأخر هولندا في استدعائي، بل اخترته لأن قلبي أملى عليّ ذلك".
وأضاف "هناك دفن والدي وهناك تعيش أسرتي، حيث أحس أنني داخل بيتي والدم يسري في عروقي بألوان الوطن". وهكذا شارك زياش في أول مباراة دولية مع المنتخب المغربي في 9 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، وفي 27 مايو/أيار 2016، سجل أول هدفين له مع المغرب، ضمن مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017، وقاده إلى مونديال روسيا 2018، بينما غابت هولندا عن البطولة.
فترة الاستبعاد
مر حكيم زياش بفترات عصيبة مع منتخب المغرب، حيث أبعد من قائمة المنتخب في نهائيات كأس أفريقيا 2017 في الغابون، بسبب خلافات مع مدرب أسود الأطلس السابق الفرنسي هيرفي رونار.
وقال زياش بعد ذلك في تصريح لقناة نادي فريقه "أياكس أمستردام" إنه شعر بحزن كبير في الأيام الأولى من صدور قرار استبعاده. وأضاف "كنت أريد أن أدافع عن ألوان بلدي، ولكن، للأسف، لم تتح لي الفرصة لذلك، صحيح أني حزنت في الأيام الأولى، لكني استطعت التغلب على الأمر، والآن لدي حماس كبير من أجل العمل للمستقبل".
وقاد زياش أسود الأطلس إلى مونديال روسيا 2018، حيث سجل هدفين من أصل 11 هدفا في التصفيات، وبعدها أبعد من تشكيلة المنتخب في نهائيات كأس أفريقيا 2021 في الكاميرون، بعد خلافات مع المدرب السابق البوسني "وحيد حليلوزيتش"، والذي كان يقارن نفسه بالجبل الذي لا ينهار في تصريحاته، وأكد غير ما مرة أنه لن يضم "زياش" لمنتخب المغرب ولو على رقبته.
وفي فبراير/شباط 2022، أعلن الدولي المغربي اعتزاله اللعب مع المنتخب الوطني.
وأوضح أن "الأمور باتت محسومة بالنسبة لي، أحترم قرار المدرب بإبعادي لكن في
نهاية المطاف لن أعود للمنتخب.. أتفهم الغضب الذي سيشعر به المغاربة تجاه هذا
القرار وأنا متأسف عن ذلك، لكن الوضعية ستكون هكذا حاليا".
وكان بقاء "حليلوزيتش" مدربا للأسود، يعني انتهاء فرصة "زياش" في المشاركة
بمونديال قطر.
زياش العائد
ظل "زياش" بعيدا عن تمثيل المغرب لمدة عام ونصف العام تقريبا، منذ مشاركته في مباراة المغرب ضد أفريقيا الوسطى في تصفيات أمم أفريقيا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، والتي سجل خلالها هدفا وصنع آخر، وأعلن أنه لن يلعب مجددا مع المنتخب المغربي.
ورحل "حليلوزيتش" بقرار من اتحاد الكرة المغربي، مع تزايد الغضب على اختياراته الفنية في نهائيات كأس أفريقيا بالكاميرون، وذلك قبل أقل من 3 أشهر على انطلاق مونديال قطر. وبعدما استلم المدرب الوطني "وليد الركراكي"، قيادة المنتخب المغربي في 31 أغسطس/آب الماضي. تراجع صانع ألعاب "تشلسي" عن اعتزاله، وعاد لتشكيلة "أسود الأطلس".
وكان قد عبّر عن سعادته بالعودة للمنتخب معلنا عن جاهزيته. قائلا "نحن الآن نخوض تجربة مختلفة في وجود جهاز فني جديد يحمل أفكارا جديدة أيضا".
وهتفت الجماهير المغربية باسم "زياش"، خلال مواجهة الأسود ومنتخب تشيلي الودية، على ملعب "كورنيلا ديل ألبرات" بمدينة برشلونة. في إطار تحضيرات الأسود لنهائيات كأس العالم 2022.
وفي ودية المغرب الثانية أمام جورجيا، سجل زياش هدفا عالميا بقذفة من على بُعد 66 مترا استقرت مباشرة في المرمى. ونجح في معادلة رقم اللاعب المغربي السابق "مروان الشماخ" كخامس هدافي المغرب عبر التاريخ برصيد 18 هدفا.
ويعد حكيم زياش واحدا من 9 لاعبين بالمنتخب، انضموا لقائمة مونديال 2022، وكانوا في النسخة الماضية بروسيا 2018، رفقة المدرب "هيرفي رونار". وخاض 44 مباراة دولية مع منتخب بلاده منذ 2015 حتى الآن.
لاعب آخر
فتح مدرب الأسود وليد الركراكي صفحة جديدة مع زياش، وتم إدماجه مجددا في التشكيلة التي رحل بها إلى الدوحة للمشاركة في منافسات نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وبعد الأداء الجيد والتعادل الثمين للأسود أمام كرواتيا، والانتصار التاريخي ضد بلجيكا. أبان أداء الدولي المغربي عن صواب مطالب الجماهير التي كانت تنادي بعودته لتعزيز صفوف المنتخب المغربي خلال مرحلة "حليلوزيتش".
وأشاد به الركراكي في المؤتمر الصحفي عقب الفوز على بلجيكا قائلا: "هذا اللاعب مذهل، بعودته عادت الروح إلى صفوف المنتخب، يقول الكثير من الناس عنه إنه شخص مجنون ولا يمكن إدارته وقيادته مع مجموعة ولا يمكنه مساعدة الفريق، لكن ما لاحظته شخصيا هو أنه عندما تمنحه الحب والثقة يمكنه أن يموت من أجلك".
وتابع "إنه لاعب كبير يلعب في صفوف فريق كبير في أوروبا وكما ترون فقد أصبح لاعبا آخر مع المنتخب المغربي، ما يحتاج إليه هو أن يمنحه المدربون الثقة على أساس أنه نجم، وهو نجم في صفوف المنتخب المغربي".
صانع ألعاب
يبلغ طول زياش حوالي 1.80 مترا، ويتراوح وزنه بين 65 و70 كيلوغراما، حيث يتمتع بقامة ووزن مثالي للعب كرة القدم، ويلعب تحديدا في مركزي الوسط والهجوم.
ويشتهر بقدمه اليسرى، التي ترسل تمريرات دقيقة، كما يعرف بقدرته التكتيكية وتميزه بالركلات الثابتة وقدراته على المناورة. وما يميزه كصانع ألعاب هو لمسته البسيطة، بجانب مهاراته المميزة والسرعة في الاختراق.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية صنفته في موسم 2018/2019، في المرتبة 29 على قائمتها لأفضل 100 لاعب كرة قدم في العالم.
وحصل "صاحب القميص 7" على جائزة رجل المباراة أمام المنتخب البلجيكي، التي احتضنها ملعب الثمامة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، في إطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة بنهائيات مونديال 2022.
وكان أكثر من كسب ثنائيات في المباراة (9)، وهو أكثر لاعب قام بمراوغات صحيحة (3). كما صنع فرصتين، تحقق من الثانية هدف المغرب الثاني الذي حمل توقيع زميله زكرياء أبو خلال.
تعليقات
إرسال تعليق